القصة القصيرة
قصة قصيرة
والد لايعوض
بقلمي سعاد الاسطة
رجل وسيم فقد البصر بسبب جهل الام حين وضعت له قطرة اليود بعينه بدل القطرة الموصوفة له من قبل الطبيب لقد اعتمدت على اللون المشابه للون القطرة الموصوفة وفقد على اثرها نظره بسرعة البرق فشعرت امه بحزن كبير ادخلته افضل المدارس الداخلية وكان محبوبآ من قبل المدرسين لذكائه وسرعة البديهة حتى تخرج من كلية الحقوق راح يبحث عن عمل حتى اسعده الحظ بكبير المحامين وعمل معه في مكتب المحاماه بعد ان وجد العمل تزوج بفتاة من اسرة كريمة ومحافظة وانجب منها الفتاة البكر وتبعها العديد من الاولاد وقد احسن تربيتهم جميعآ لكنه اعتمد على الفتاة الكبرى جعلها عكازه وعينيه التي تمنى ان يراها بهما وكانت هي الابنة المطيعة لجميع اوامره ونشات كانها شاب لاب لم يسعفه الحظ بإنجاب غلام يكون بكره ليستعين به على مصاعب اعاقته البصرية وطالت به الايام والابنة ترافقه حيثما ذهب علمها وانشأها كقائد صاحب شموخ وكبرياء لاينحني ولم يمنع عنها اي شيء تطلبه مهما غلا ثمنه وكان يشعر انها الام والاخت والصديقة حتى انه زرع فيها شخصية تشبه الى حد ما شخصيته فكان يرى نفسه من خلالها وترى نفسها من خلاله ولم يفرق بينهم حتى زواجها وانجابها كانت تعتبره السند لها وهو يتكئ على ساعدها يحاورها في اصغر الامور وأكبرها حتى وافته المنية حينها شعرت الفتاة انها في عالم غير العالم وزمان غير الزمان الذي عاصرته مع والدها وبدأت رحلتها في الحياة بلا اب تشاطره الحزن والفرح بنفس الفكر ونفس العقيدة والمبدأ ورغم كبر سنها مازالت تجلس بينها وبين نفسها وكانه موجود تحاوره وتشعر ان والدها امامها جالس كعهده القديم يبادلها الحديث ولايطيب لها حديث الا ان ذكرت بعض تفاصيل رحلتها مع والدها.
بقلمي سعاد الاسطة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق