الخميس، 23 مايو 2019

قصة قصيرة بعنوان والد لايعوض بقلم الشاعرة سعاد الاسطة

القصة القصيرة 

قصة قصيرة 
والد لايعوض
بقلمي سعاد الاسطة

رجل وسيم فقد البصر بسبب جهل الام حين وضعت له قطرة اليود بعينه بدل القطرة الموصوفة له من قبل الطبيب لقد اعتمدت على اللون المشابه للون القطرة  الموصوفة وفقد على اثرها نظره بسرعة البرق فشعرت امه بحزن كبير ادخلته افضل المدارس الداخلية وكان محبوبآ من قبل المدرسين لذكائه وسرعة البديهة حتى تخرج من كلية الحقوق راح يبحث عن عمل حتى اسعده الحظ بكبير المحامين وعمل معه في مكتب المحاماه بعد ان وجد العمل تزوج بفتاة من اسرة كريمة ومحافظة وانجب منها الفتاة البكر وتبعها العديد من الاولاد وقد احسن تربيتهم جميعآ لكنه اعتمد على الفتاة الكبرى جعلها عكازه وعينيه التي تمنى ان يراها بهما وكانت هي الابنة المطيعة لجميع اوامره ونشات كانها شاب لاب لم يسعفه الحظ بإنجاب غلام يكون بكره ليستعين به على مصاعب اعاقته البصرية وطالت به الايام والابنة ترافقه حيثما ذهب علمها وانشأها  كقائد صاحب شموخ وكبرياء لاينحني ولم يمنع عنها اي شيء تطلبه مهما غلا ثمنه وكان يشعر انها الام والاخت والصديقة حتى انه زرع فيها شخصية تشبه الى حد ما شخصيته فكان يرى نفسه من خلالها وترى نفسها من خلاله ولم يفرق بينهم حتى زواجها وانجابها كانت تعتبره السند لها وهو يتكئ على ساعدها يحاورها في اصغر الامور  وأكبرها حتى وافته المنية حينها شعرت الفتاة انها في عالم غير العالم وزمان غير الزمان الذي عاصرته مع والدها وبدأت رحلتها في الحياة  بلا اب تشاطره الحزن والفرح بنفس الفكر ونفس العقيدة والمبدأ ورغم كبر سنها   مازالت تجلس بينها وبين نفسها وكانه موجود تحاوره وتشعر ان والدها امامها جالس كعهده القديم يبادلها الحديث ولايطيب لها حديث الا ان ذكرت بعض تفاصيل رحلتها مع والدها.

بقلمي سعاد الاسطة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حكم القدر بقلمي سعاد الاسطة

تشكو الهوان وأسمعك وجعلت صدري مرتعك أججت في قلبي الهوى لكن قلبي ودعك كم صنت في قلبي الهوى في الحب لا لن أخدعك ياليت ماذقت النوى  وحنين قل...