الأحد، 30 يوليو 2017

وميض من اطلال بقلمي سعاد الاسطة


وميض من اطلال  بقلمي سعاد الاسطة

كانوا يقيمون في بيت دمشقي على الطراز القديم والسعادة تغمر قلوبهم وكان البيت عامرآ بالاهل والجيران والكثير من الاصدقاء يسهرون يتسامرون تحت ضوء القمر وظل الياسمين الفواح ومع فنجان القهوة ودخان السجائر كانوا يلعبون الكوتشينا تارة ويلعبون طاولة الزهر تارة اخرى ويصارع الحديث الحديث وتعلوا اصواتهم لتصل اخر الشارع وكان الاطفال يلهون حولهم والسعادة تغمرهم وفجأة تغير ذاك الفرح المغروس في نفوسهم وبدأ الحزن على محياهم بعد اندلاع حرب غاشمة ليس لهم فيها ناقة ولاجمل وتفرق الاخ عن اخيه وضاعوا بين دولة ودولة ومات منهم القريب والغريب وتباعدت المسافات التي تفصلهم عن من يحبون
وبعد استقرارهم في احدى الدول تفاجأ كبير افراد الاسرة عبر الشبكة العنكبوتية ضمن محطة من محطات التواصل الاجتماعي برسالة من احد الاهل والمقربين الى قلبه يطلب فيها الصداقة حينها فرح جدآ وسارع في الموافقة على طلب الصداقة وبدأ الكتابة سأله عن اخباره واخبار الجميع لكن للاسف لم يجده حاضرآ حينها حزن كثيرآ واليوم عاد لقلبه السرور والبهجة الى روحه لقد وجد في الدردشة رسالة من قريبه فحواها 
من صميم الألم يخرج الابداع ..ويجود بصاحبه اليراع .. ماكان مدادك ينزف جمالا كما اراه اليوم ..ولا كان قرطاسك قيصرا ثريا كما وجدته اليوم .. 
اعجازك ثوب لايليق الا بالامراء ..اصحاب الرقة والصفاء ..والجمال والنقاء ..
اعجازك ...خرج من رحم باركه رب السماء .. 
لك تنحني هامتي .. ويدنو الى مقامك جانبي ..وتكبر بك فرحتي وسعادتي . 
فرحتي كانت صاعقة بصحتك وعافيتك ..ومباغتة ببنانك وادبك واشعارك وكم جميل ان المتيم بالآلام كلمتيم بقهوته يصول ويجول في لغة الضاد بين فاعل ومفعول ..وضمير ومجرور ..وحزين ومسرور . 
لك سيدي وعزيزي وصديقي ترفع القبعة ..وتنحني الهامات احتراما وتقديرا ..وحبا فيه اجمل الذكريات ..واغلى الامنيات ..ولك ايضا كل الدعاء والقبلات .. 
سأتواصل معك لاحقا ان شاء الله .
حين قرأها بدات دموعه تهطل كالمطر في عز الشتاء ورد على الرساله ولكن لم يتلقى الرد والان هو ينتظر وكله شوق ان يبدأ معه الحوار كما كانا في السابق لعله يشعر في وسط غربته بقليل من دفئ الماضي فتستكين الروح ويهدأ الخاطر.

الحكمة في هذه القصة القصيرة انه جبل على جبل لايلتقيان انما لابد ان يلتقي انسان بانسان




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حكم القدر بقلمي سعاد الاسطة

تشكو الهوان وأسمعك وجعلت صدري مرتعك أججت في قلبي الهوى لكن قلبي ودعك كم صنت في قلبي الهوى في الحب لا لن أخدعك ياليت ماذقت النوى  وحنين قل...